لم يكن تعثر برشلونة بوقته معنوياً عندما وقع بفخ ريال بيتس في الدوري الأسباني، خاصةً أن الفريق الكتلوني سيواجه بعد ثلاثة أيام من الأداء المتواضع في موقعة الأحد السابقة فريق عنيد مثل الأتلتيكو مدريد في مسابقة كأس الملك.
وبالرغم من أن الأتلتيكو لم يعد كسابق عهده خاصةً مع كثرة التعثرات التي واجهته في الدوري نظراً لتراجع أداء بعض اللاعبين والإصابات بمركز المحور الدفاعي إلا أنه يمتلك المقومات لإزعاج البرسا من ناحية إغلاق المساحات في الخلف أو عن الطريق الضغط العالي الذي مارسه الأتلتيكو أكثر من مرة بإياب دوري الأبطال أمام البرسا ونجح في المهمة.
برشلونة أصبح يواجه مشاكل كبيرة هذا الموسم لعدم وجود لاعبين كداني ألفيس وتشافي لإخراج الكرة من مناطقه تحت ضغط الخصم، وفرصة قطع الكرة من المدافعين وخط الوسط كبيرة جداً خاصةً أن البرسا يفتقد في المباراة لإنييستا وبوسكيتس أساس خط الوسط وتوازنه ومن دونهم تصعب المهمة، لكن إخراج الكرة من المناطق ليس بالشيء المستحيل فمع تمريرات شتيجن الطويلة ممكن المجازفة والتخلي عن أرث النادي بالتمريرات القصيرة نظراً للغيابات مع المساندة الفورية لميسي ونيمار على الطرف لزيادة خيارات التمرير الطولي، لكن طبعاً على البرسا المجازفة والإعتماد على التمريرات القصيرة مع التركيز على التمرير الصحيح لعدم إستغلال الأتلتيكو فرصة قطع الكرة والتسجيل في مرمى شتيغن خاصةً أن هناك مركز فارغ دائماً يكون عند الضغط العالي للأتلتيكو ويجب إستغلاله بتدوير الكرة بالسرعة المطلوبة ولكن ما يعيق ذلك جودة وسط برشلونة الحالي، وبكل الأحوال البرسا محتاج مساندة ميسي ونيمار من نصف الملعب بالحالتين.
من المتوقع أن يلعب سيميوني بأسلوب الضغط العالي في بداية الشوط الأول خاصةً أنه مجبور على ذلك لخطف هدف ما لأنه يلعب ذهاباً على أرضه، كما سيفيد ذلك بفقدان لاعبي البرسا لتركيزهم مما سيسمح لتوسيع الفارق في المباراة، لكن المهمة الأصعب التي على الأتلتيكو إيجاد حلاً لها هي ثلاثي المقدمة المرعب لعدم تلقي أهداف في أرض المتروبوليتان واند، وفي الحالة الدفاعية تكثر أهمية مساندة الأجنحة للأطراف لتضييق الخناق على الثلاثي الأمامي.
ربما عودة رافينها للقائمة تكون خبراً ساراً للويس أنريكي خاصةً أنه لاعب لديه مميزات مركز الوسط الهجومي الذي يعطي الزيادة العددية في الثلث الأخير وأكثر اللاعبين شبهاً لدور إنييستا المصاب في برشلونة، لذلك من المتوقع أن يبدأ رافينها إلى جانب دينيس سواريز الذي أثبت فعاليته على الطرف الأيمن لكن المعضلة تبقى بمن سيعوض سيرجيو بوسكيتس في الإرتكاز وربما أقرب اللاعبين لذلك هو البرتغالي جوميز نظراً لتراجع مستوى راكيتيش من دون أن ننسى ماسكيرانو الذي بإمكانه اللعب كإرتكاز صريح لينضم بين الحين والأخر لرباعي الدفاعي وهو الخيار الأكثر فعالية وجودة بين الموجودين.
إلتحاق أليكس فيدال بالقائمة ومشاركته كجناح بأخر دقائق مباراة البرسا الأخيرة مفيد لخيارات أنريكي القليلة على الطرف الأيمن وبذلك لديه خيار لتوسيع الملعب أكثر مع دخول ميسي للعمق خاصةً أن الأتلتيكو سيعمل في الحالة الدفاعية على خنق الملعب وتقليل المساحات في الخلف، وبالنظر للفعالية التي قدمها كجناح في أخر الدقائق المعدودة فمن الجيد إعطاؤه الفرصة بهذا المركز المفقود في البرسا.
الأكيد أن الأتلتيكو فقد فرصة المنافسة على لقب الدوري، لذلك التركيز من النادي والجمهور على لقب الكأس للتعويض في هذا الموسم وخاصةً أن تفوق في أخر مواجهتين بالأبطال على البرسا من منطلق الذهاب والإياب، لكن أيضاً لايجب أن ينسى الأتلتيكو أن بداية شرارة برشلونة أنريكي كانت من كأس الملك في الربع نهائي أمام الأتلتيكو أيضاً في عام ٢٠١٥.