صو دا سبورت

نظرة ألمانية: الصحافة حرمت "ميسي- رونالدو" من الانتقال للبوندسليغا


فقرة أسبوعية خاصة لتناول مواضيع تهم الشارع الرياضي الألماني
يعيش العالم الرياضي اليوم على وقع سؤال مهم حول هوية الصراع الكروي القادم بعد أن يبدأ كل من رونالدو وميسي بالتقدم بالسن وبالتالي الانخفاض بالمستوى وهو ما يبدو واضحاً حالياً على النجم البرتغالي الذي بدا يمهد فعلاً لانتهاء هذا الصراع الثنائي وإن كان الجميع يبحث عن مهاجمين بعمر ليس كبيراً وقادرين على خلق منافسة تهديفية نارية بينهما فالأكيد أنه لن يكون هناك صراع أشد احتداماً من "ليفاندوفسكي- أوباميانغ" أما إذا كان المطلوب هو موهوب جديد قادر على خلق مستقبل كبير فإن عثماني ديمبيلي وإيمري مور يستحقون أن ينالوا على الأقل مكاناً بهذا الصراع لكن ما الأسباب التي تجعل هؤلاء اللاعبين هم المخولين بذلك؟ ولماذا لم تنفجر الصحافة بوجه هؤلاء حتى الآن؟

بداية الحكاية:
التسويق الزائد ممنوع بألمانيا:


رغم الانفتاح التسويقي الكبير الذي خلقته الأندية الألمانية على مستوى العالم بالسنوات الأخيرة مازالت تقاليد الكرة الألمانية لا تسمح للاعبين بإجراء استعراضات تسويقية كبيرة خارج الميدان ولا يمكننا أن نسَ كيف طالب رومينيغيه مدافع فريقه بواتينغ بشكل علني أن يقلل تركيزه على الإعلانات قبل حوالي شهرين وهو ما يترجم لنا صعوبة اعتماد اي نجم بألمانيا على تحسين تسويقه من خلال الإعلانات على عكس ما يحدث بإسبانيا.

نقطة تحول:
نجوم جديدة تسطع بقوة:
طوال الصيف الماضي صدعت الصحف الإسبانية رؤوسنا بأخبار تقديم ريال مدريد لراتب سنوي يقارب 25 مليون يورو لليفاندوفسكي مقابل الانتقال للعاصمة الإسبانية من ثم ارتبطت كل الأخبار بإمكانية دفع مئة مليون يورو على الأقل من أجل أوباميانغ وهو وما يعكس أن الحصيلة التهديفية العالية للاعبين بالبوندسليغا تثير جذب كبار إسبانيا حتى أن وكيل أعمال ليفا لم يخفِ ثقته بحصول البولندي على الكرة الذهبية بحال رحل لريال مدريد.

حالة التنافس بين رأسي حربة من الصف الأول لم نشهدها منذ سنوات طويلة بالبوندسليغا وعلى صعيد أوروبا قد يكون من الصعب أن نرى تنافساً كهذا مع صعوبة مقارنة بنزيمة بأي من هذا الثنائي في حين قد يمنع عمر إيبرا وأخلاق كوستا من تشكيل صراع محبوب جماهيرياً وطويل الأمد بين الثنائي بإنجلترا.

هذا الكلام يرتبط بالشق الفني حتى الآن فقط وبالتأكيد الكل يعرف مدى الإمكانيات التي يملكها أوباميانغ خاصة من حيث السرعة والقدرة على المراوغة أما ليفا فقد يمثل آخر الناجن من رؤوس الحربة المتكاملين ما بين القوة البدنية وطول القامة والدقة الكبيرة بالإنهاء سواء بالتسديد من الخارج أو داخل منطقة الجزاء وهو ما جعل قناة "سبورت 1" تنشر إحصائية تقول فيها أن لايبزيغ كان سيتصدر الدوري بفارق 7 نقاط عن بايرن لولا ليفا.

علامة نجاح:
التطوير لن يتوقف هنا:

يدين ليفاندوفسكي وأوباميانغ بتطوير موهبتهما لمكان واحد هو بوروسيا دورتموند الذي أصبح مدرسة يقصده  كل لاعب شاب يرغب بالتجول لنجم وهو ما جذب عثماني ديمبيلي وإيمري مور وألكسندر إسحاق لفيستفاليا وبذات الوقت قام بايرن بضم 2 من أبرز مواهب العالم بآخر عامين من خلال كومان وسانشيس أما لايبزيغ فوعد بدفع مبالغ طائلة لضم مواهب من الصف الأول عالمياً وهو ما أظهره حتى الآن تيمو فيرنير وفورسبيرغ؟.

مشاريع بناء المواهب الكبيرة لا ترتبط بهذا الثلاثي فقط فمن يتابع أي مباراة لهوفنهايم يتساءل عن طبيعة موهبة اللاعب الشاب كريم ديميرباي إضافة للمدافع نيكلاس زوله أما ليفركوزن فلا يحتاج لمن يعرف بمواهب يملكها مثل براندت وتاه وفولاند كون هؤلاء أصبحوا بعداد منتخب أبطال العالم وما بين مختلف الأندية الألمانية تطول القائمة وتتسع لتضم أسماءً مثل ماير وداهود والكثير من النجوم الشبان وهو ما يُظهر لنا مرة أخرى جانباً من التفوق الفني الذي أحدثته البوندسليغا من حيث تقديم كرة قدم مليئة بالحماس والشباب.

تطور القضية:
مميزون كثر ولكن!:
سواء أردنا الحديث عن صراع "ليفاندوفكسي- أوباميانغ" أو عن مجمل التعامل مع نجوم البوندسليغا يمكننا أن نتوصل لنتيجة واحدة تلعب دوراً كبيراً بمنع زيادة شهرة هؤلاء النجوم وهي ترتبط بالعقلية الألمانية الساعية للتركيز على الجماعة أكثر من الفرد الواحد وهذا التركيز لا يتعلق بالطرق التكتيكية فقط بل يتعداه للمدارس الصحفية حيث تركّز القنوات والصحف بأخبارها على مجمل الفريق أو المدرب على عكس صحف إسبانيا التي تيقظ الجماهير على وابل من الشائعات حول ميسي أو رونالدو حيث تكون معظم هذه الشائعات ترتبط بالحياة الشخصية للاعب خارج ناديه وما بين استمرار ضغط الصحافة تتكرس حالة نجومية وابتعاد اللاعب عن منافسيه ويصبح حالة مثيرة للجدل ما بين محبيه وكارهيه ليقوي ذلك وجوده بمكانة خاصة على سلم الكرة الأوروبية دون أن ننكر ما قدمه الثنائي "ميسي- رونالدو" فنياً لتطوير هذا الصراع.